باريس هي العاصمة الأسطورية للموضة، وتتمتع بهذه المكانة الهامة منذ القرن الثامن عشر، عصر الملك لويس الرابع عشر ثم ظهور تشارلز فريدريك وورث أول مصمم أزياء. منذ قديم الأزل، استطاع مصممو فرنسا ذوي الحرفية العالية عرض أعمالهم بطريقة أو بأخرى سواء في صالونات الموضة التي اشتهرت في خمسينات القرن الماضي، أو لاحقاً عندما اجتمعوا عام 1973 تحت مظلة أسبوع باريس للموضة.
على مدى السبعين عاماً الماضية، تطورت عروض باريس من مجرد تجمعات ودية صغيرة في بيوت مصممي الأزياء، حيث كان بإمكان الزبائن التفاعل مع العارضات وتفقد التصاميم، إلى حفلات وعروض ضخمة. وبالرغم من وجود مجموعة من المشاهير وأبرز الشخصيات المؤثرة، إلا أن الأجواء المحيطة بأسبوع باريس للموضة حالياً تفتقد رونق الماضي والحفلات البسيطة الهادئة.
من خلال معرض الصور، تلقي Styly نظرة على تاريخ أسبوع باريس للموضة وتقدم لك تطوره على مدار العقود الماضية بدءاً من الوقت الذي لم يكن المشاهير يحتلون الصفوف الأمامية بالعروض مروراً بالسنوات التي لمعت بها عارضات الأزياء الشهيرات والمصممين ذائعي الصيت.
كان الصف الأمامي في عروض الأزياء يختلف كثيراً عن الآن، إذ اعتاد المحررون والزبائن الجلوس هناك وليس المشاهير كما هو الحال الآن.
في الخمسينات، كان العديد من المصممين مثل جاك فاث ينظمون عروضاً ثابتة في صالونات الأزياء الخاصة بهم بدلاً من منصات عروض الأزياء في أسبوع باريس للموضة.
ترتدي هذه العارضة إحدى تصميمات عام 1951 داخل صالون إلسا شياباريلي والذي كانت تمتلكه لويس شيروي الموجود في 21 Place Vendôme. كانت إلسا تطلق عليه متجر Schiap Shop.
في ذلك الوقت، كان يعتمد أسبوع باريس للموضة على التفاعل بين العارضات والزبائن، ولكن كانت العارضات يتلقين تحذيرات لمنع الزبائن بتفقد الملابس عن قرب.
كان المصممون أكثر تفاعلاً أيضاً. نشاهد في الصورة بيير بالمان بإحدى عروض عام 1951 وهو يلقي نظرة خاطفة على عارضة أزيائه قبل أن تخرج لممشى العرض.
بالرغم من أن الحفلات الخاصة التي تقام خلال أسبوع باريس للموضة لها مكانة هامة الآن، في الماضي وتحديداً بالخمسينات كانت أكثر الاحتفالات حماسة هي عبارة عن عشاء على ضوء الشموع وليلة من الرقص.
شهدت فترة الستينات خطوات مميزة نحو تصاميم أكثر حرية والتي شملت الفساتين القصيرة ”الميني“ كما هو واضح بهذا الصورة المأخوذة من عرض Hyperbole في باريس عام 1967.
يعد باكو رابان واحداً من أشهر مصممي الأزياء المعروفين باختلافهم خلال فترة الستينات، فأزياؤه تضمنت نظرة مستقبلية حيث أدخل عليها البلاستيك والطبقات المتعددة التي أعطت التصاميم شكلاً وحجماً رائعين.
خلال فترة الستينات بدأت الأنظار تتجه نحو أيقونات الموضة. بالرغم من أن لندن كانت تضم معظم النجمات مثل جين شريمبتون، ماري كوانت، تويجي وماريان فايثفول لكن باريس حظيت بإحدى الأيقونات التي لا تضاهى وهي كاترين دينوف.
ساهم اندريه كورجيه بشكل كبير في موضة عصر الفضاء التي ظهرت خلال الستينات، فهو أول من ابتكر البوت اللامع بلونه الفضي البراق.
قد لا يتذكر الكثيرون بيل جيب اليوم، لكنه في السبعينات لقب بمصمم العام وصمم إطلالات بالتنورة بالغة الطول والتي جعلت منه حديث باريس بأكملها.
كينزو تاكادا صاحب العلامة التجارية Kenzo دائم التواجد بأسبوع باريس للموضة كل عام منذ سنة 1961 بالرغم من أنه يتولى كارول ليم وامبرتو ليون إدارة العلامة الشهيرة الآن. يظهر تاكادا في الصورة عام 1978 وهو يحضر للعرض الذي ذاع صيته في باريس وأقيم بداخل خيمة سيرك حقيقية.
كان إيف سان لوران أكثر المصممين شهرة ومحبة لدى الجمهور خلال فترة السبعينات في باريس. الصورة لإحدى أزيائه ذات الألوان الزاهية المشرقة من مجموعة Rive Gauche لعام 1979.
أينما تتواجد بيانكا جاغر تكون الحفلة بكل تأكيد. لحسن الحظ، كانت دائمة التواجد بالصف الأول لعروض إيف سان لوران والأكثر حضوراً لحفلاته الخاصة المميزة بعد عروض الأزياء.
كانت شير دائماً سابقة لعصرها. ظهرت هنا مرتدية فستاناً من القماش اللامع والريش بإحدى حفلات أسبوع باريس للموضة. إطلالتها مشابهة للأزياء التي ظهرت بمنصة عرض مجموعة Alexander McQueen لخريف وشتاء 2017.
في السبعينات، بدأ المصممون الأمريكيون بعرض أزيائهم للمرة الأولى في باريس. فتن هالستون الجمهور من خلال أزياء عصرية تحمل نظرة مستقبلية. في الصورة تظهر أنجيليكا هيوستن في العرض الخاص به لعام 1972.
قبل أن يعمل مع دار Chanel، كان كارل لاغرفيلد مصمماً لعلامة Chloé وأضفت تصاميمه على تلك الدار طابعاً جمالياً بوهيمياً. نجد في هذه الصورة ملابس سباحة من مجموعة لاغرفيلد لربيع وصيف 1974.
وجد العديد من المصممين الإيطاليين صعوبة بالغة في ظهور أزيائهم خلال أسبوع باريس للموضة، لكن فالنتينو كان من أوائل من عرضوا في باريس عندما طل علينا بأول مجموعاته بأسبوع الموضة هناك عام 1975. نجح في جذب أنظار عدة مشاهير لعلامته التجارية مثل جين بيركين وسيرج غينسبور اللذان يظهران في هذه الصورة التي التقطت بإحدى حفلات عروض فالنتينو الخاصة.
أما حقبة الثمانينات، فأشهر مصمميها على الإطلاق كان كريستيان لاكروا. تظهر في الصورة إحدى إبداعاته خلال عرض كوتور خريف 1988.
تصاميم كلود مونتانا اللطيفة غيرت من ملامح أزياء فترة الثمانينات. نرى فى الصورة عارضتا أزياء تتنزهان بعد عرض أزياء في عام 1981.
واصلت سونيا ريكيل تألقها بكل جديد خلال ساحة أزياء أسبوع باريس للموضة من خلال مجموعات الأزياء الأنيقة والتي تحمل رسائل سياسية. ففي هذه الصورة مثلاً تظهر بملابس تبدو ذات صلة بالثقافة العربية في إشارة لقصص ألف ليلة وليلة.
عام 1984، كان إيف سان لوران يحتل صدارة المصممين وكان من أوائل من أظهر مجموعة متنوعة من العارضات على ممشى العرض.
انضم كارل لاغرفيلد لدار Chanel عام 1983، وبذلك أصبح أكبر منافسي إيف سان لوران على ساحة أسبوع باريس للموضة. ها هي إحدى إطلالات مجموعته الأولى مع Chanel.
أما بالنسبة لحفل ما بعد العرض، فمن كان حفله الأفضل؟ يتساوى كلاً من إيف سان لوران وكارل لاغرفيلد في هذا الأمر! يظهر سان لوران في الصورة وهو يرقص مع ديانا روس في Club 78 في باريس بعد إحدى عروض الأزياء. كان دائماً ما يبقى برفقة أيقونات الموضة الأخريات مثل بيانكا جاغر وجيري هول.
بالحديث عن عارضات الأزياء، وقبل عهد كيندل جينر، كان لدينا كيت موس التي كانت وربما لا تزال واحدة من أشهر عارضات الأزياء في العالم. كما أن علاقتها الشهيرة بالممثل جوني ديب في عام 1990 كان لها دور في إشعال جو من الحماس في أسبوع الموضة.
العروض التي تميزت بالبذخ والمبالغة بلغت ذروتها تحت إشراف جون غاليانو من دار أزياء Dior، فعرض خريف وشتاء 1997 الذي كان يحاكي مصر القديمة كانت له أصداء مدوية.
نرى هنا كارل لاغرفيلد على منصة عرض أزياء Chanel لعام 1993 ويتوسط عارضتي الأزياء هيلينا كريستينسن وسيندي كروفورد.
كانت عارضات أزياء فترة التسعينات بمثابة ملكات، ونرى في هذه الصورة الملكتان ناعومي كامبل وكريستي تورلينغتون بعد انتهاء عرضهما في باريس عام 1990.
ظهر إيف سان لوران خلال عرضه لعام 1993 مع لوسي دو لافاليز ابنة ملهمته لولو دو لافاليز.
بدأت صيحة الملابس الرثة التي اشتهرت بالتسعينات في سياتل بالولايات المتحدة وأدخلها مارك جايكوبس على عروض أزياء نيويورك. في نهاية الأمر، وصلت إلى باريس من خلال تصاميم جون بول غوتييه خلال عرضه عام 1998.