أكثر ما يميز دولة مصر هو الآثار العريقة التي لم تكتشف بعد، إذ يعد الهرم الأكبر في الجيزة مجرد دليل واحد على كنوز أثرية قيمة لازالت مخبأة في تلك البقعة من الأرض، وجاء افتتاح هرم اللاهون أو ما يسمى أيضاُ هرم سنوسرت الثاني دليلاً على هذه الفكرة.
يقع هرم اللاهون ذو الهيكل الضخم جنوب غرب الفيوم ويبعد ساعتين بالسيارة عن القاهرة. تم بناؤه من قبل الأسرة الثانية عشر على يد الفرعون سنوسرت الثاني الذي حكم مصر بين عامي 1897 و1878 قبل الميلاد. يبدو الهرم من بعيد وكأنه جبل وعر وقاس ولكن كلما اقتربنا نرى أنه مكون من آلاف قطع الطوب الطيني، التي يعتقد أنها كانت تدل على خصوبة المصريين القدماء، وقد تم وضع تلك القطع بعناية على قاعدة من الحجر الجيري.
بدأت عمليات ترميم كبيرة العام الماضي، حيث عمل فريق الحفريات على تهيئة المعبد لاستقبال الزوار. وهي ليست المرة الأولى التي تقام فيها عمليات تنقيب في تلك المنطقة، ففي الماضي تم إيقاف الأعمال وذلك لصعوبة التنقيب الناجمة عن أن معظم الموقع يقع تحت الأرض.
وفقاً لـموقع TOLOnews، قال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام لمجلس الآثار المصرية في بيان له: ”تشمل أعمال الصيانة إزالة الحطام الموجود في أروقة الهرم وغرفة الدفن بالإضافة إلى تركيب السلالم الخشبية لتسهيل دخول الزوار إلى الغرفة. كما تشمل إعادة وضع الأحجار المهدمة في القاعة والممر في موقعها الأصلي بعد الترميم إلى جانب إعادة تثبيت الأحجار القديمة في الأرضية وإضافة نظام إضاءة جديد“.
وجد علماء الآثار خلال عملية الترميم العديد من الأقنعة الخشبية التي من الممكن أن تكون أقنعة للجنازات تشبه قناع توت عنخ آمون الذهبي الشهير، إلا أن الأقنعة التي وجدت مصنوعة من الخشب. وكان الهدف من الأقنعة حماية الأرواح خلال عبورها إلى العالم الآخر. استغلوا فرصة الدخول للهرم فإنه مفتوح لأول مرة منذ 400 سنة لاستقبال الزوار. للأسف، لم يتم العثور على مومياء سنوسرت بعد، لكن من يدري؟ فربما تتعثرون بها خلال زيارتكم القادمة للهرم.